أدراة نادي الهلال دفقت قرابة الــ(5.27) مليون ريال لاعداد الفريق الازرق

لم يعانِ الهلاليون في سبيل تدعيم صفوف فريقهم الأول لكرة القدم للموسم المقبل بقدر ما عاشوا من معاناة البحث عن مدرب مناسب يخلف المدرب الروماني (كوزمين) في قيادة الدفة الفنية للفريق، حيث شكل رحيله عن الهلال صدمة لا زال الهلاليون يعيشون آثارها النفسية والفنية, فثلاثة مدربين هم على التوالي الوطني عبداللطيف الحسيني, البلجيكي جورج ليكنز وقبلهما مساعد كوزمين نتالين لم يستطيعوا سد الثغرة التي خلفها رحيل (كوزمين), وجعل الزعيم يخرج من البطولات المحلية والخارجية بصورة محرجة لإدارته التي كثفت من جهودها لعلاج هذا الأمر حتى تم التعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك جريتس، تفرغت بعده للبحث عن صفقات جديدة تدعم بها قوة الفريق, فكان المهاجم عيسى المحياني كافياً على الصعيد المحلي حتى الآن, فيما تم التعاقد مع الكوري ليونج ليكمل الرباعي الأجنبي الأزرق إلى جانب السويدي ويلهامسون والروماني ميريل راودي وبانتظار البرازيلي المهاجم نيفيز.
"الرياضية" تستطلع أهم محطات التعاقدات الزرقاء الجديدة وتلقي الضوء عليها بالأرقام حيث وصلت في مجملها تقريبا(72.5 مليون ريال) إضافة إلى النظرة الفنية حولها.




المحلية الوحيدة
انشغل الوسط الرياضي في خضم منافسات الموسم الماضي بدخول ناديي النصر والهلال في عراك مثير للحصول على خدمات مهاجم فريق الوحدة الدولي عيسى المحياني والمولود في 22 يونيو 1983م (26 عاماً) بعد أن رفض اللاعب البقاء في ناديه الأصلي الوحدة رافضاً عرض رئيس ناديه السابق جمال تونسي الذي قدم له ستة ملايين ريال مقابل تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات, ولم تفلح جميع الجهود الشرفية الوحداوية في الإبقــاء على اللاعــــــب الذي دخل فترة الأشهر الستة وسط صراع نصـــراوي ـ هلالي للفوز بخدماتـــــه حتى وصل الأمر بعد أيام عصيبة مر بها اللاعب جعلت الإدارة تضطــر لعرضه علـــى قائمة الانتقال حسب لوائح الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة شهر من تاريخ 29 ـ 1 ـ 2009 م ليفوز الهلال باللاعب كونه صاحب العرض الأفضل والأقوى مالياً بـ 18 مليون ريال، بعد انسحاب نادي النصر، لمدة عام واحد, مع وجود اتفاقية داخلية بين اللاعب ونادي الهلال، بأن يكون العقد لمدة ثلاث سنوات, وانقسمت الآراء داخل الشارع الرياضي بمن هو الأحق بالمحياني هل هو النصر الذي فاوضه أولاً.. أم الهلال الذي دخل بقوة؟ وهل ستكون هذه الصفقة مربحة فنياً للهلاليين أم عكس ذلك؟



الصفقات الأجنبية
بدأ الهلاليون صفقاتهم الأجنبية منذ فترة التسجيل الشتوية من الموسم الماضي من خلال شراء عقد المهاجم البرازيلي (نيفيز) ابن الـ 24 عاماً, وأيضاً بعد منافسة ساخنة مع المنافس الأكبر للهلال في الفوز بالبطولات فريق الاتحاد, وبالرغم من ضبابية الأرقام المالية التي أتم بها الهلال صفقة شراء عقد هذا اللاعب من فريق هامبورج الألماني إلا أن المبلغ لا يقل تقريباً عن (6.4) مليون يورو وهو ما ذكره رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بما يعادل (33.5 مليون ريال) إلا أن هناك مصادر إعلامية ذكرت أن اللاعب سيتقاضى خلاف حصة ناديه مرتباً سنوياً من الخزينة الزرقاء على مدى أربع سنوات كالتالي: في الموسم الأول سيتقاضى (1. مليون يورو (9.5 مليون ريال) وفي الموسم الثاني سيتقاضى نيفيز (2) مليون يورو (10.5 مليون ريال) أما في الموسم الثالث فسينال مبلغ (205) مليون يورو (13 مليون ريال) وفي موسمه الرابع والأخير سيتقاضى مجمل أجره السنوي مبلغ (2.4 مليون يورو) (12.5 مليون ريال)، ونظراً لانتهاء فترة التسجيل الثانية الموسم الماضي فقد نجحت إدارة الهلال في إعارة اللاعب إلى فريق فلومنزي البرازيلي الشهير, ويلعب نيفيز في مركز الهجوم والوسط في الناحية اليسرى, وسبق له اللعب لمنتخب البرازيل الأولمبي, وكان قد لعب في بداية حياته الكروية مع أحد الفرق اليابانية المغمورة فريق سينداي (درجة ثانية) على سبيل الإعارة, فيما كانت آخر محطاته فريق هامبورج الألماني, والذي برز من خلاله كلاعب بارع يجيد تسديد الكرات الثابتة وصناعة الأهداف وإحرازها.

الإبقاء على رادوي
جاءت ثانية الصفقات الهلالية بالإبقاء على لاعب الوسط الروماني ميريل رادوي, والذي كان قد حضر الموسم الماضي في فترة التسجيل الثانية بتوصية مباشرة من المدرب السابق الروماني أولاريو كوزمين بصفقة مالية إجمالية قاربت الثلاثين مليون ريال.



كوري جديد
بالرغم من الفشل الواضح الذي صاحب صفقة الكروي الجنوبي (سول) مع الهلال الموسم الماضي إلا أن ذلك لم يمنع صناع القرار داخل أركان الزعيم من العودة مجدداً لكوريا الجنوبية، حيث وقعت أنظارهم على الظهير الأيمن الدولي لي يونج بيو (32) عاما, والذي يحمل سجلاً جيدا مع منتخب بلاده، حيث اختير كأفضل لاعب فيها موسم 2002, وساهم لي يونج في وصول منتخب بلاده إلى مونديال 2010 المقبل في جنوب أفريقيا, كما شارك في مونديال 2006 الذي أقيم مناصفة بين اليابان وكوريا الجنوبية, هذا خلاف احتراف اللاعب في الدوري الإنجليزي من خلال فريق توتنهام, ثم اللعب في الدوري الهولندي مع فريق أندهوفن, وكانت آخر محطاته في الدوري الألماني مع فريق دورتموند بروسيا, ولعب يونج ضد المنتخب السعودي ذهاباً وإياباً في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2010, ونجح عضو شرف نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد في تقليص قيمة الصفقة من (1. مليون يورو إلى مليون يورو لمدة موسم واحد قابل للتجديد (2,1 مليون ريال), ويأتي التعاقد الهلالي مع اللاعب بعد تعثر مفاوضاتهم مع إدارة الاتفاق بشأن إعارة الظهير الأيمن الدولي راشد الرهيب, وأيضاً رفض الوحدة إعارة لاعبها كامل المر.
الرحيل والبقاء


بالرغم من المبلغ الخيالي الذي جلب به رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد المحترف السويدي ويلهامسون مطلع الموسم الماضي (أكثر من خمسين مليون ريال سعودي) إلا أن اللاعب لم يصل إلى قناعة الهلاليين بشكل كبير حتى بات أمر استمراره من عدمه الموسم المقبل محل نظر حتى الآن، وإن كانت الدلائل تشير إلى اتفاق المدرب الجديد إريك جريتس مع إدارة الهلال على منح اللاعب فرصة حتى بداية فترة التسجيل الثانية المقبلة, وجاء استمرار ويلهامسون على حساب الليبي طارق التايب الذي غادر أسوار النادي بعد موسمين له كان خلالها معشوق الجماهير الزرقاء بالرغم من فترات غيابه الملحوظة عن كثير من المباريات, وكانت إدارة الهلال قد نجحت الموسم الماضي من خلال الدخول في دهاليز (فيفا) بتأجيل العقوبة الدولية المفروضة على اللاعب إلى وقت آخر.

إريك جريتس
جاء تعاقد الإدارة الهلالية مع المدرب البلجيكي إريك جريتس (55 عاماً) والذي يحمل سجلاً تدريباً حافلاً بالبطولات على الصعيد الأوروبي، وقبل وقت طويل من انطلاق الموسم ليريح (أعصاب الهلاليين) من إشكاليات فنية عدة خاصة وأن المدرب الجديد يتمتع بالمواصفات التي يبحث عنها أنصار الهلال.. وبالنظر إلى سجل المدرب الذي بدأ حياته الكروية كلاعب ظهير أيمن في أحد الفرق المحلية في بلاده قبل أن يعيش كلاعب فترة احترافية كان أبرزها مع فريق آيند هوفن الهولندي بتحقيقه بعض البطولات معه قبل أن يتحول إلى عالم التدريب في بداية متواضعة قبل أن يصعد سلم الشهرة بدايةً من عام 1995م بتحقيقه بطولة الدوري البلجيكي مع فريق بيوت ونج ثم يحقق الإنجاز الأهم في سجله التدريبي من خلال فريق أيند هوفن الهولندي حيث حقق معه بطولة الدوري الهولندي مرتين متتاليتين وكأس السوبر الهولندي أيضا مرتين متتاليتين كما حصل مع فريق غلطة سراي التركي على بطولة الدوري التركي موسم 2005 م ثم كانت محطته الأخيرة قبل تعاقد الهلال معه من خلال الدوري الفرنسي مدرباً للفريق مرسيليا الشهير.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمدرب 1.800 مليون يورو سنوياً (9.5 مليون ريال سعودي) علماً أن مدة التعاقد معه حسبما أعلنته الإدارة الهلالية ثلاث سنوات وفق شروط مشددة تكفل للطرفين حق فسخ العقد من طرف واحد في أي وقت.



صفقة ناجحة
يرى المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن تعاقد الهلال مع مهاجم فريق الوحدة الكروي يعد صفقة ناجحة بكافة المقاييس, ويضيف الخالد قائلاً: "الهلال غني بالنجوم وليس بحاجة لصفقات محلية أخرى لذا أرى أن اكتفاء إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بصفقة المحياني وجهة نظر صائبة", وحول الصفقات الأجنبية الهلالية يؤكد الخالد أن الهلال بالفعل يحتاج خدمات المدافع الكوري الجنوبي لي يونج بيو والذي يلعب في مركز الظهير الأيمن بسبب معاناة الهلال الموسم الماضي من هذه الثغرة الفنية بعض الشيء.
وشدد الخالد أن إدارة الهلال كان يجب عليها التمسك باللاعب الليبي طارق التايب على حساب المحترف السويدي ويلهامسون, مشيراً أن طريقة لعب التايب تتلاءم مع الفريق الهلالي على العكس من المحترف السويدي "الذي أرى من وجهة نظري أن طريقة لعبه الأوروبية البحتة أخفت الكثير من معالم الفريق الأزرق وجعلت نجومية بعض لاعبيه أمثال محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري وحتى طارق التايب تتضاءل بعض الشيء", واعتبر المدرب الوطني أن استمرار (ويلي) سيكون مضرا فنيا بمستقبل الفريق الأزرق دونما تقليل من قدرات اللاعب أو الانتقاص من تاريخه الكروي.
وحول المدرب الجديد (جريتس) يقول الخالد "أعتقد أن الهلال انهزم نفسياً قبل أن يتأثر فنياً برحيل مدربه السابق (كوزمين) فالهلال لم يكن بحاجة إلى كثرة التأسف على رحيل المدرب الذي يحمد له بلا شك الإنجازات التي حققها مع الزعيم الذي عرف عنه أنه هو من يصنع المدربين ويساعد على نجاحهم", وأضاف "أتصور أن المدرب الجديد سيلقى نجوماً على قدر كبير من الفنون الكروية والعقلية الاحترافية وإدارة متعاونة سيساعدانه بلا شك على النجاح الموسم المقبل، وهذا الأمر في مجمله يعود قبل كل شيء إلى توفيق الله عز وجل".



عقود تحتاج للتجديد
خلاف ما أبرمته من صفقات محلية وأجنبية تنتظر إدارة نادي الهلال خلال هذه الأيام مسئولية تجديد عقود بعض لاعبيها المحترفين المحليين وفي مقدمتهم المهاجم الدولي ياسر القحطاني وكذلك توقيع عقد احترافي مع مدافع الفريق عبدالله الزوري الذي برز الموسم الماضي بشكل لافت للأنظار جعل منه رقماً ثابتاً في الخارطة الزرقاء ووصل إلى تشكيلة المنتخب السعودي الأول حيث تشير التوقعات إلى قرب اتفاق الطرفين على التوقيع مقابل (5) خمسة ملاين ريال, كما قامت الإدارة الهلالية باستعادة لاعبها سلطان البرقان ومشعل الموري وشراحيلي من فرق الاتفاق والحزم والرائد بعد انتهاء فترة إعارتهم، وينتظر أن تقوم إدارة الهلال بتنسيق وإعارة لاعبين آخرين في ظل قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم تقليص قوائم الفرق السعودية الكروية إلى 37 لاعباً
المحياني كافٍ
يقول عضو شرف نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد "إن الهلال لن يجلب لاعباً محلياً ليركنه في دكة الاحتياط"، مشيراً بأن إدارة النادي لم تبرم سوى صفقة المحياني على المستوى المحلي لأن هذا ما يحتاجه الفريق حتى الآن, ويضيف الأمير عبدالله بن مساعد "من وجهة نظري أرى أن المحترف الروماني ميريل رادوي الأفضل الموسم الماضي واستمراره الموسم المقبل قرار إيجابي، كما أن التعاقد مع الظهير الأيمن الكوري لي يونج جاء بعد متابعة جيدة لعطاء اللاعب وبمشورة مع الجهاز الفني حيث نجحنا في تقليص ثمن إعارة اللاعب إلى مليون يورو".

بين الكساد والحصاد
من جانبه يقول المشرف على الفريق الأول سامي الجابر "إن الموسم الماضي كان موسم كساد هلالي بالرغم من تحقيق الفريق بطولة كبيرة وغالية ككأس ولي العهد ولكن الموسم المقبل وبعد العمل الجبار من إدارة النادي وشرفييه الداعمين سيكون هذا الموسم المقبل موسم الحصاد بإذن الله".. مشددا الجابر "إن فرق شرق أسيا تتطور فنيا بسرعة وحتى بعض فرق غرب القارة أصبحت قوية ومتطورة ومثال عليها فريق الكرامة السوري".. مؤكدا أن الهلال الموسم الماضي لم يكن قويا بما يكفي للمنافسة.

غني بالنجوم محلياً
وفي وجهة نظر فنية متقاربة أكد المدربان الوطنيان خالد القروني وعبدالله الغراب على نجاح صفقة المهاجم عيسى المحياني وحاجة الأزرق لخدماته, حيث قال القروني "إن الهلال فريق غني بالنجوم محلياً ورأيناه يصدر بعضا منهم لفرق أخرى على سبيل الإعارة"، وأضاف "أتصور أن قرار الاستغناء عن اللاعب طارق التايب والإبقاء على المحترف السويدي ويلهامسون قرار صائب فنياً، فهناك من نجوم الهلال من سيعوض غياب التايب ومنهم أحمد الفريدي في حال تعافيه من الإصابة الحالية وكذلك عبدالعزيز الدوسري وغيرهم".ويرى القروني أن التعاقد مع الظهير الأيمن الكوري الجنوبي لي يونج بيو أمر جيد نظراً لما عاناه الهلال في هذه (الخانة), مطالبا المدرب الجديد جيرتس بضرورة التعرف جيدا على إمكانات الزعيم وعلى قدرات لاعبيه بشكل جيد إذا ما أراد النجاح مع الهلال.


فيما أشار من جانبه المدرب الوطني عبدالله غراب بأن فرص النجاح للمدرب الجديد إريك جريتس


متوفرة بقوة وبإمكان أي مدرب أن يحقق النجاح في ظل كوكبة النجوم في الفريق, مؤكدا أن الأهم قيام مدرب الفريق على خلق الانسجام التام بين أفراد الفريق من خلال المعسكر الحالي في النمسا, وقال "تعدد المشاركات الدولية للاعبي الهلال وحاجتهــم لهداف متمكـــن جعلهم يحرصون على الظفر بصفقة عيسى المحياني".
وختم الغراب بقوله "إن الهـلال بحاجة ماسة لخدمات النجم ويلهامسون أكثر من غيره من

الأجانب وخاصة طارق التايب".

نااااايس خيــــو